بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والحمد لله ثم الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه
حب الآخرين وتمنى الخير لهم
ايها الأحبة
يصعب على القلوب السوداء محبة الآخرين وتمنى الخير لهم , بل يغلب عليها حب الذات وحب المصلحة الشخصية , وحب المنفعة غير لمتبادلة
وحب الآخرين المؤمنين علمنا إياه ديننا , ورغبنا فيه , وعلمنا أن قلب المؤمن يسع حب كل أهل الإيمان , مهما فعلوا من أفاعيل ضده أو مهما كان بينهم من خلافات
فالقلب الابيض قلب محب , متواد , رؤوم عطوف , كريم يألف ويؤلف , ولاخير فيمن لايألف ولايؤلف ..
فالمؤمنون أخوة في دين الله " إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم " , فأخوتهم تلك توجب عليهم التحاب كما توجب عليهم نبذ الخلافات , وطرح الحواجز التي بينهم , وإبعاد المشكلات التي تعصف بهم إلى رحاب واسع من الحب في الله
كذلك فهم كالجسد الواحد كما قال صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد " , فهم قد نشا بينهم التواد والمودة , والعطف والتعاطف , والرحمة التي قد نبتت فيما بينهم ..
وقد ضرب لنا الإسلام أمثلة عجيبة عن أناس لايحملون في قلوبهم إلا المحبة والخير للناس حتى إنه صلى الله عليه وسلم قد أخبرهم برجل يدخل عليهم هو من أهل الجنة فتبعوه فعلموا أنه أهم صفاته أنه لا يحمل السوء لأحد بل يحمل الخير والمحبة
وحب الآخرين يشمل حب طاعاتهم وحب الإيمان الذي في قلوبهم وحب صفاتهم القلبية الكريمة , فيحب الرجل بقدر قربه لربه وبقدر طاعته له .
تلكم المحبة شرط لها الإسلام شروطا لا تتم إلا بها , فأولها أن تكون لله سبحانه خالصة , قال الحافظ ابن رجب : والحب في الله من أصول الإيمان وأعلى درجاته. وفي "المسند" عن معاذ بن أنس الجهني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل عن أفضل الإيمان، فقال: ) أن تحب لله وتبغض لله وتعمل لسانك في ذكر الله (، وفيه - أيضا - عن عمرو بن الجموح، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ) لا يحق العبد حق صريح الإيمان حتى يحب لله تعالى ويبغض لله، فإذا أحب لله، وأبغض لله فقد استحق الولاء من الله (، وفيه: عن البراء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: )أوثق عرى الإيمان: أن تحب في الله وتبغض في الله (. وخرج الإمام أحمد، وأبو داود عن أبي ذر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ) أفضل الأعمال: الحب في الله والبغض في الله (. ومن حديث أبي أمامة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: )من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان .
كذلك ينبغي أن تكون قائمة على التواصي والتناصح قال سبحانه " والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر "
وللاسف فإن محبة الناس في هذه الايام قد صارت محبة للمصالح والمنافع , ولم تصر على الإيمان ولا خالصة لله سبحانه , ولذلك سهل نقضها , وكثر فسادها .
وليهنأ الأخلاء المتحابون في الله يوم لاينفع مال ولا بنون بخلتهم وبصحبتهم , إذ قال سبحانه :" الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين "
اللهم اجعلنا من المتحابين فيك