علاج مرض القلب بوصية النبيِّ صلى الله عليه وسلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعدُ فهذا مما وفَّقنا المولى في البحث عن هدي النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم في معالجة مرضى القلب عسى الله أن ينفع بها ... إنَّهُ وليُّ ذلك والقادرُ عليه
أبو آية
**************************************************
" مرضتُ مرضاً أتاني رسول الله صلـى الله عليه وسلم يعوِّدني فوضعَ يده بين ثديي حتى وجدتُ بردها على فؤادي فقال إنك رجل مفؤد ائتِ الحارث بن كلدة أخا ثقيف فإنه رجل يتطبب فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة فليجأهن بنواهن ثم ليلدك بهن "
الراوي:سعدالمحدث:أبو داود - المصدر:سنن أبي داود- الصفحة أو الرقم:3875
خلاصة حكم المحدث:سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
*******************************************
شرح الحديث :
[ ( الراوي : ( عن سعد ) وهو ابن أبي وقاص قاله المنذري . ( مرضت مرضا ) أي : شديدا وكان بمكة عام الفتح ( يعودني ) حال أو استئناف بيان ( فوضع ) النبي - صلـى الله عليه وسلم - ( بردها ) أي : برد يده ( في فؤادي ) أي : قلبي والظاهر أن محله كان مكشوفا ( مفئود ) اسم مفعول مأخوذ من الفؤاد وهو الذي أصابه داء في فؤاده وأهل اللغة يقولون : الفؤاد هو القلب وقيل : هو غشاء القلب أو كان مصدورا فكنى بالفؤاد عن الصدر لأنه محله.
قاله القاري ( ائت ) أمر من أتى يأتي ومفعوله ( الحارث بن كلدة ) بفتح الكاف واللام والدال المهملة ( أخا ثقيف ) أي : أحدا من بني ثقيف ونصبه على أنه بدل أو عطف بيان ( فإنه رجل يتطبب ) أي : يعرف الطب مطلقا أو هذا النوع من المرض فيكون مخصوصا بالمهارة والحذاقة ( فليأخذ ) أي : الحارث ( سبع تمرات ) بفتحات ( من عجوة المدينة ) قال القاضي : هو ضرب من أجود التمر بالمدينة ونخلها يسمى لينة قال تعالى : ما قَطَعتُمْ مِنْ لِينَةٍ .
وتخصيص المدينة إما لما فيها من البركة التي جعلت فيها بدعائه أو [ ص: 286 ] لأن تمرها أوفق لمزاجه من أجل تعوده قاله القاري ( فليجأهن ) بفتح الجيم وسكون الهمزة أي : فليكسرهن وليدقهن قاله القاري .
وقال في النهاية : فليجأهن أي فليدقهن وبه سميت الوجيئة وهو تمر يبل بلبن أو سمن ثم يدق حتى يلتئم انتهى . وقال الخطابي : الوجيئة حساء يتخذ من التمر والدقيق فيتحساه المريض ( بنواهن ) أي : معها وبالفارسية خسته خرما ( ثم ليلدك بهن ) من اللدود وهو صب الدواء في الفم أي : ليجعله في الماء ويسقيك .
قال الخطابي : فإنه من اللدود وهو ما يسقاه الإنسان في أحد جانبي الفم وأخذ من اللديدين وهو جانبي الوادي انتهى . قال القاري : قوله : ثم ليلدك بكسر اللام ويسكن وبفتح الياء وضم اللام وتشديد الدال المفتوحة أي : ليسقيك من لدة الدواء إذا صبه في فمه واللدود بفتح أوله ما يصب من الأدوية في أحد شقي الفم .
وإنما قال ذلك لأنه وجده على حالة من المرض لم يكن يسهل له تناول الدواء إلا على تلك الهيئة أو علم أن تناوله على تلك الهيئة أنجح وأنفع وأيسر وأليق وإنما أمر الطبيب بذلك لأنه يكون أعلم باتخاذ الدواء وكيفية استعماله .]
[ المصدر : باب في تمرة العجوة ـ كتاب الطب ـ سنن أبي داوود ـ المكتبة الإسلامية ـ اسلام ويب ]
أسألُ الله أن ينفع بها ... ورجاؤنا لمن يقرأها أن يخبرها لكل من يعاني من مرض القلب ..عافانا الله وإياكم... دمتم ودامت في القلب مودتكم