اعتبر وزير التربية أن نسبة النجاح التي فاقت 70 بالمائة في
شهادة التعليم المتوسط هي أحسن رد على بعض المشككين في نجاح الإصلاحات في
المنظومة التربوية. فقد بلغ عدد الحاصلين على تقدير ممتاز 2494 تلميذ، فيما
حصل 24699 تلميذ على تقدير جيد جدا، و51541 تلميذ على تقدير جيد، فيما حصل
على علامة قريب من الجيد 100 ألف تلميذ، من بين أكثـر من نصف مليون مترشح.
قال وزير التربية أبو بكر بن بوزيد، على هامش جلسة للأسئلة
الشفوية في البرلمان، إن ''هذه السنة حققنا نسبة نجاح قياسية، ليس فقط على
المستوى العددي، ولكن حتى بالنسبة للنوعية''، مضيفا ''أنا مرتاح، لقد حققت
أمنيتي التي كنت أحلم بها منذ توليت منصب وزارة التربية''.
وبحسب
الأرقام النهائية، فإن أزيد من 50 بالمائة من الناجحين في شهادة التعليم
المتوسط حصلوا على الامتحان بملاحظة تقدير، من بينهم نحو 3 آلاف ناجح
بملاحظة ممتاز، بعدما كان العدد لا يتجاوز العام الماضي 900 ناجح فقط،
وقرابة 30 ألف ناجح بملاحظة جيد جدا، بعدما كان العدد العام الماضي يقارب
12 ألفا، وما يناهز 60 ألفا حصلوا على الامتحان بملاحظة جيد بعدما كان
الرقم يقارب 35 ألفا خلال دورة الموسم الماضي.
ورد وزير التربية على
جملة من الانتقادات التي وجهتها له أطراف سياسية وشخصيات مستقلة
وأكاديميون، خلال المشاورات السياسية مع هيئة بن صالح، طالبوا فيها بإعادة
النظر في المنظومة التربوية ووقف العبث بالمدرسة الجزائرية، بالقول إن
النتائج المحققة هي أحسن رد على بعض المشككين في نجاح الإصلاحات، وعلى
الأطراف التي اتهمت الوزارة برفع نسبة النجاح في الامتحانات وخاصة
البكالوريا، أو ما صار يوصف بـ''البكالوريا السياسية''. وأضاف الوزير ''لا
توجد بكالوريا سياسية في الجزائر، هناك دولة في جوارنا لها هذا النوع من
النتائج، وتصل نسبة النجاح فيها إلى 90 بالمائة''.
وعلى صعيد آخر أعلن
بن بوزيد عن بدء تطبيق نظام الدوام الواحد الذي يبدأ من الساعة الثامنة
صباحا وينتهي في الثانية والنصف زوالا، قائلا: ''السنة المقبلة بالنسبة
للابتدائي لن تكون هناك دراسة بعد الساعة الثانية والنصف''، حيث تخصص
الفترة المسائية على مستوى المؤسسات التربوية للنشاطات الترفيهية
والرياضية، وهو ما يعني أن بن بوزيد قد استجاب وأخذ بعين الاعتبار شكاوى
بعض الشركاء الاجتماعيين بمن فيهم أولياء التلاميذ بخصوص كثافة البرامج
الدراسية وعدم مواكبة التلاميذ لها، وقرر بالتالي تخفيف الحجم الساعي في
الطور الابتدائي، مع التشديد على ذلك ''لا يعني البتة المساس بالمعارف
الأساسية التي تعطى للتلميذ''.
وبشأن الدعوى القضائية التي رفعها ديوان
المسابقات والامتحانات بشأن قضية ''تسريب مواضيع البكالوريا''، والتي تشمل
صحيفتين وطنيتين، أكد بن بوزيد أن الوزارة لن تتسامح مع نشر هكذا إشاعات
خلقت حالة من البلبلة دون أي دليل يذكر، موضحا أن القضية رفعت ضد ''مجهول''
وتوجد بين يدي العدالة. وبحسب مصادر مسؤولة، فإن العدالة ستستدعي الصحفيين
الذين نشروا الأخبار المتعلقة بتسريب المواضيع لمعرفة مصدر هذه الأخبار
وخلفياتها.
وردا على سؤال إدماج الأساتذة المتعاقدين، أكد الوزير أن
الحكومة كانت قررت وبشكل استثنائي الإدماج النهائي لجميع الأساتذة
المتعاقدين والبالغ عددهم 30 ألف أستاذ، برغم حاجة القطاع إلى 19 ألف أستاذ
فقط، ما استدعى تنصيب لجنة مشتركة مع الوظيف العمومي ووزارة المالية للنظر
في ترسيم هذا العدد الهائل بحلول الدخول المدرسي المقبل.
من جانب آخر،
وفيما يتعلق بامتحان شهادة نهاية التعليم الابتدائي، فقد حصلت 21 ولاية
على نسب بين 80 إلى 90 بالمائة، فيما حصلت، الموسم الماضي، ولاية واحدة
على هذه النسبة، بالإضافة إلى حصول 23 ولاية على نسب تتراوح بين 70 إلى 80
بالمائة، فيما حصلت 15 ولاية فقط العام الماضي على هذه النسب، أما نسبة 60
إلى 70 بالمائة، فقد حصلت بشأنها هذا الموسم 5 ولايات فقط، بعدما سجلت هذه
النسب الموسم الماضي على مستوى 18 ولاية، وهو ما يعني، حسب الأرقام
النهائية، أن كل الولايات هذا الموسم تجاوزت نسب النجاح فيها 60 بالمائة،
بعدما سجلت الموسم الماضي في 16 ولاية فقط.
وما يعكس، حسب الوزارة،
النتائج النوعية المحققة حزمة الإصلاحات التي باشرتها، حيث انتقل عدد
الأساتذة الحاصلين على شهادة الليسانس من 7 آلاف أستاذ في الابتدائي إلى
120 ألف سنة .2010