تبعثرت حروفي
بين حبيبات الضباب
وضاعت أحلامي
بين جسيمات السحاب
عجزت عن مغالاة الغيوم
فانتظرت حتى يزخرفةع الضباب
انتظرت فطال انتظاري
و رحت في نوم عميق
فجاءني شيخ في أبهى ثياب
قال لي: أي بنيتي! لم الاكتئاب...؟
قلت له:آه! يا عماه لقد
سدت في وجهي الأبواب
وجلست أنتظر
نسيما..من زمان غاب...!
وظلا لم ينجل أبدا...وجاء
اليوم الذي فيه غاب....!
وزهرا..اختفي في عز الربيع
تركني هذا الاخير ...وغاب
وبدرا سرّتني مجالسته ذات ليلة
لكنه..غاب
وشمسا ألقت علي بساطا ذهبيا
لكنه حال ..وغاب
كل ما احببته غاب
وحتى..الاحباب
هاهم اليوم اضحوا سراب
اعيش لحظات انجلائه
ليته ما كان ولا غاب
لقد اصبح الكون من حولي مجرد دقات
فالساعة تدق...!
والجرس يدق...!
وقلبي يدق...!
ودموعي تنهمر...تتساقط
لكنها ..اخيرا..تدق..!
الكون كله يدق..!
فحتى قلمي..يدون هذه الكلمات
يحط النقاط على الحروف ..يدق..!
استسمحني الشيخ بالكلام وقال:
عفوا يا بنيتي ما امر هذه الدقات..؟
فأجبته :آه يا عماه ليس السر في الدقات
بل فيمن يدق..؟!
إنه الوداع الذي طعنني بدقاته
وها انا في بحر دمائي عجزت عن الابحار
عجزت عن مواصلة المشوار
مع اني احسن السباحة..!
نعم يا عماه!إنه الودا..ّ
لم اكمل هذه الكلمة
حتى قاطعتني الدموع
نعم!بقد بكيت لكنه..ابتسم..ّ
ونظر الي..وتمتم..!
فطلبت إليه أن يرفع الصوت يتكلم...!
ومرة ثاني..ابتسم..
يا بنيتي!ابك الوداع اليوم
فانت تسقين بدموعك زهرة لقاء الغد..
ثم ابتسم..وودعني..وفجأة غاب
وفتحت عيناي غاب عني الارتياب
وحتى الضباب غاب
ولمحت زرقة السماء..
فصممت البقاء وانتظرت القاء.!