من شعر الصعاليك : الشنفرى
أَقِيمُوا بَني أُمِي صُدُورَ مَطيِكُم
فإِنّي إِلى قَومٍ سِوَاكُم لأَميَلُ
فَقَد حُمَّتِ الحَاجَاتُ وَاللّيلُ مُقمِرٌ
وَشُدَّت لِطيَّاتٍ مَطَايَا وَأَرحُلُ
وَفي الأَرضِ مَنْأيً لِلكَريم عَن الأذَى
وَفيَها لِمَن خَافَ القِلى مُتَعَزَّلُ
لَعَمُركَ مَافي الأَرضِ ضِيقٌ عَلى امرِيءٍ
سَرَى رَاغِبًا أَورَاهِبًا وَهوَ يَعقِلُ
وَلي دُونَكم أَهلُونَ سِيدٌ عَمَلَّسٌ
وَأَرقَطُ ذُهلُولٌ وَعَرفَاءُ جَيأَلُ
هُمُ الرَّهطُ لاَ مُستَودَعُ السِرِ ذَائِعٌ
لَدَيهِم وَلا الجَاني بمَا جَرَّ يُخذَلُ
وَكُلٌّ أَبِيٌّ بَاسِلٌ غَيرَ أَنّنِي
إِذَا عَرَضَت أُولى الطَرَائدِ أَبسَلُ
وَإن مُدْت الأيدي إلَى الزَّادِ لَم أكُن
بأَعجَلِهِم إِذ أَجشَعُ القَوم أَعجَلُ
وَمَاذَاكَ إِلا بَسطَةٌ عَن تَفَضُّل
عَلَيهِم وَكَانَ الأَفضَلَ المتُفَضِلُ
وَإني كفَاني فَقدَ مَن لَيسَ جَازِيا
بِحُسنيَ وَلا فِي قُربِهِ مُتَعَلَّلُ
ثَلاَثَةُ أَصحَابٍ: فُؤَادْ مُشَيَّعٌ
وَأَبَيضُ إِصلِيتٌ وَصَفرَاءُ عَيطَلُ
هَتُوفٌ مِنَ المُلس المتُونِ يَزينُهَا
رَصَائِعُ قَد نِيطَت إِلَيهَا ومِحمَلُ
إذَا زَلَّ عَنهَا السَّهمُ حَنَّت كأَنّهَا
مُرَزَّأَةٌ عَجلَى تُرِنُّ وَتُعوِلُ
وَلَستُ بِمِهيَافٍ يُعَشِّي سَوَامَهُ
مُجَدَّعَةً سُقبَانُها وَهيَ بُهَّلُ