البردقوش... منشط الكبد

البردقوش... منشط الكبد
تحقيق - أماني أحمد وفتحي مصطفى:

يعرف نبات البردقوش بأنه علاج فعال وسحري لنزلات البرد, والقليلون يعلمون باقي فوائده, فالبردقوش نبات عشبي ينمو في مصر وبعض البلاد العربية, وهو ذو تأثير دوائي ناجح, حيث يحتوي على مواد فعالة كثيرة منها الثيمول والكافاكرول وحمض الروزمارنيك, وهذه المواد لها تأثير مضاد لبعض أنواع الميكروبات والفيروسات. وأثبتت الدراسات أنه يمنع تدمير خلايا الكبد ويقوي جهاز المناعة ويعمل كمضاد للاكتئاب. ليس هذا كل شيء, بل انه يتمتع بفوائد علاجية وطبية أخرى نعرفها في هذا التحقيق...

تفيد الدراسات أن عشب البردقوش قد يسهم في عملية انقاص الوزن بشكل غير مباشر لأنه مفيد وفعال في ازالة انتفاخات البطن وطرد الغازات وتحسين عملية الهضم, ما يسهم في الاستفادة من الطعام بصورة أكبر, وبالتالى سرعة الشعور بالشبع, وهو أيضًا مفيد لمرضى السكري ومشكلات النوم وتقلب المزاج الذي يقود صاحبه دائمًا لتناول الطعام بصورة غير طبيعية.كما يعمل على ازالة الألم, وهو مطهر ومضاد للتشنج ويخفض ضغط الدم المرتفع, ومنوم, ويمكن استخدام البردقوش المغلي بغرض طرد البلغم وتهدئة السعال, ويقلل من حدة مغص الكبد والمرارة الملتهبة, كما يفيد في طرد الغازات وتخفيف التقلصات المعدية والمعوية, ويدخل زيته في مركبات علاج الروماتيزم والاكزيما والقرح المعدية, ويستعمل خارجيًا للتدليك في حالات التهاب الأعصاب وأوجاع عضلات أو فقرات العنق, ويفيد اذا تم استنشاقه لالتهابات الجيوب الأنفية.
يقول الدكتور يوسف حلمي, استشاري التغذية العلاجية, البردقوش يعتبر من النباتات المفيدة جدًا, حيث يقلل ضغط الدم المرتفع ويخفض نسبة الكوليسترول, ويزيد من حركية الجهاز الهضمي, وبالتالى يقلل من الامساك, ويعتبر من الأعشاب المهمة جدًا بالنسبة لضبط نسبة الدهون الثلاثية, حيث أجريت عليه رسالة ماجستير أثبتت أنه يخفض نسبة الكوليسترول الرديء LDL من 35 في المئة الى 20 في المئة, كما يزيد من الكوليسترول النافع HDL.
والبردقوش غني بمضادات الأكسدة مثل فيتاميني (أ) و(ه¯), وبه نسب مرتفعة من الأملاح المعدنية, وهو قليل الصوديوم والبوتاسيوم, ما يجعله آمنا في تناوله, بالنسبة لمرضى الكلى وانزيمات الكبد, لأنه يساعد على تجديد خلايا الكبد لما يحتويه من مواد تعمل على ذلك.
ويقوي البردقوش الجهاز المناعي بمحتواه من مضادات الأكسدة, ويزيد من افراز السايتوكيمات النافعة, وباحتوائه على الأحماض الدهنية غير المشبعة, تجعل الأجسام المناعية تتكون بطريقة أفضل, بالاضافة الى عناصر أخرى مثل الفينولات التي تقلل من امتصاص الكوليسترول وتزيد من كفاءة بعض السايتوكيمات التي يتم انتاجها من خلايا الدم, وبالتالي يحد من حدوث العدوى.
والسايتوكيمات لها أنواع منها ما يزيد الالتهابات في الجسم, ومنها ما يخفضها, ويعمل البردقوش على زيادة الأنواع التي تخفض الالتهابات, وأيضًا يحتوي على مادة الثينول, وحمض الرزمارنيك, ويعتبر من ضمن الأحماض الدهنية غير المشبعة, وهو أساس مكافحة الأمراض. كما يحتوي البردقوش على نسبة قليلة جدًا من الدهون وهي التي يعتمد عليها الجسم, ويمكن لأي شخص تناول البردقوش عن طريق وضع ملعقة منه على لتر ماء ساخن مثل الشاي "الكشري", أي لا يتم غليه, حتى لا يفقد الأحماض الدهنية التي يحتوي عليها, ويؤخذ منه من نصف الى كوب قبل الأكل 3 مرات يوميًا.
تقول الدكتورة نجلاء محمد عبد الفتاح, أخصائية التغذية العلاجية بالمعهد القومي للتغذية" البردقوش نبات معمر له جذور خيطية كثيرة التفرع, ويحتوي على بعض الزيوت الطيارة التي تصل نسبتها الى 1.2 في المئة, ويحتوي على الفلافونات بنسبة 44 في المئة, وعلى بعض المواد التي تضفي عليه طعمه الغض, كما يحتوي على نسبة من فيتامين (ج), وتأتي الأهمية الطبية للبردقوش في أنه مفيد جدًا لمرضى السكر, حيث يعمل على تنظيم مستواه في الدم, وأن مريض السكر يتناوله بمعدل ملعقة على كوب ماء مغلي من 3 الى 4 مرات في اليوم بعد تناول الوجبة, وهو مفيد وفعال جدًا ومهدئ للجملة العصبية المركزية, وتكون الفائدة مرتفعة في حالات التشنج والصداع, ويساعد على النوم العميق لهؤلاء الأشخاص.
ويزيد البردقوش من افرازات الغدة الهضمية والحركات التقلصية للأمعاء, ويفيد في حالات وهن الأمعاء, لذلك نستخدمه كأطباء تغذية مع مرضى الكبد, حيث إن تناوله يحرق كمية من الدهون المتراكمة على الكبد, وينظم عملية الهضم لدى المريض, ويزيد كذلك من افرازات المرارة, ويطرد الغازات, ويستخدم في معظم العلاجات التي توصف لمرضى الكبد والجهاز الهضمي, ويمكن اضافته الى الأطعمة كأحد أنواع التوابل, حيث يحسن من طعم الوجبة ويرفع معدل الشهية, ويعمل أيضًا كعلاج مضاد للديدان, وكذلك البكتيريا التي قد توجد خارجيًا على سطح الجلد, لذلك فهو يصلح أيضًا كأحد أنواع المراهم والكريمات من بين المضادات الحيوية.
ويمكن استخدامه في حمامات الأطفال لأن الزيت الذي يحتوي عليه يعالج دائي الخنازير والكساح, لاحتوائه على خلات الجيرانيوم, ويمكن أيضًا استخدام هذا الزيت لعلاج الزكام في صورة قطرات داخل الأنف أو الأذن, بفعل نسبة الفلافونات الموجودة فيه, وتستخدم هذه الفلافونات كنوع من مضادات الأكسدة, فتؤدي الى تطهير الجسم من الشوارد الحرة التي تتكون في الجسم, والتي تحدث خطأ في تكاثر الخلايا فتسبب السرطان, فيكون البردقوش علاجاً وقائياً من مرض السرطان.
والبردقوش يستخدم لمكافحة نزلات البرد, لأن مركب الفلافون فيه يعمل على تقوية الجهاز المناعي.
يقول الدكتور سمير عنتر, استشاري الحميات والكبد - ونائب مدير عام مستشفى حميات امبابة, أن البردقوش من النباتات التي يتداولها الناس كثيرًا في أحاديثهم خصوصاً كمشروب وكاضافة للطعام لما له من أهمية طبية كبيرة, فنبت البردقوش يحتوي على نسبة مرتفعة من مضادات الأكسدة, وهي من المطالب الأساسية الطبية لمعالجة وهن العضلات, والوهن الذهني ووهن عضلة القلب والكبد, وبالتالى فهو نبات طبي من الدرجة الأولى, يوصف للحد من زيادة الشوارد الحرة في الدم أو أكسدة الخلايا, وهي السبب في ظهور أعراض الشيخوخة أو الوهن للكثيرين, ويساعد البردقوش على استرخاء الأعصاب وعلى الهدوء الذهني, وبالتالى فهو من المشروبات المهمة لمن يطلب نومًا سريعًا وله أهمية كبيرة في افراز العصارة الهضمية للأمعاء والكبد بشكل طبيعي, لذلك يوصف لجميع مرضى الكبد سواء مرضى الالتهابات الكبدية الحادة أو أمراض الكبد المزمنة أو الفشل الكبدي, حيث أنه يساعد على تنشيط والمحافظة على خلايا الكبد بصورة سليمة, هو منظم لحركة الأمعاء بحكم كمية الألياف الموجودة داخله, وبالتالى يعد من النباتات الطبية المعروفة منذ قديم الأزل, والتي يتداولها الناس لعلاج مشكلات الهضم أو علاج المسنين, وغيرها. كما أنه من النباتات الطبيعة التي لا يوجد لها أي محاذير.