كيفَ الوصفُ من أين الطريق
لقلبٍ عندما أتذكرهُ
يصيب جسميَ كل أنواع ِالصعيق
يفوق احترامي له حبي
لأنه ينبع من مكان ٍ عميق
مكان لا يصله إلا حبي
فلا تحاولوا بلوغه
لأنه يتخذ مدرجا ً يعلو بهِ
من زفيري و الشهيق
* * *
أمي ...
فرحة تملكتها لمقدمي
فتلخص ذلك بابتسامةٍ
ممزوجة بالألم
سألتني ...
ولدي ... ولدي ...
أأنت بخير ؟!!
فأجبت ببكائيَقصدت به نعم
لأرى بعد ذلك قلبها
تهللَ و ابتسم
* * *
أصبحتُ غلاما ً
و ذات يوم ٍ أتيتها قائلا ً
(( أمي لم تعطني شيئا في حياتك
أريد شيئا ً ..
هيَّا ... هيًّا ))
تلفّتَت أمي يمنة ً و يسرة
تنظرُ في كل المسالك
تبحث حتى في أخطر المهالك
و بعد جهدٍ
يَئِسَت أمي من بحثها
فانتزَعَت قلبها
لتهديني إيَّاهُ- و لأنني غلامٌ-
لم يجذبني أيَّ شيء لذلك
فأخذت ألعب به و أطيل
و أدعوه أيها القلبُ
مالك تبدو كالهزيل
فيجيبني بابتسامة ٍ صادقة ٍ
ولدي ... لا تخف عليَّ
إنِّي في أوج قوتي بُنَيَّ
فألهاني عن سؤالي
و عقد اتفاقا بيننا
مغزاهُ يا بني تنازل عن سؤالِك
* * *
صرتُ شابا ً
أعي .. و أدرك .. و أفكرُ
ذهبت إليها مسرعا ً
أمي لطالما أردتُ سؤالك
إنَّ قلبكِ في يدي
وأراك قوية بجانبي ...
بالله عليك قولي كيف ذلك ؟!!
فتعجبَ العجبُ منِّي و ردَّ لي
لا تسَـل هذا السؤال
و تأمل جيدا كيف يتصف الحال
و اسمع لردِّ أمكَ يا فتى ..
تُقَاطِعنَا أمي قائلة ً
يا بنيَّ انظر بمرآة ِ قلبي
و الله سترثي لنفسك حالك
ولدي
هذا شيء خصَّنا الله بهِ
فاسحب ولدي سؤالك
لكن آلام قلبيَ ظلت مريرة
تريد لسؤالها تفسيرا
و لأنها أمي
علمت ذلك بدون تأشيرة
فتبسمت و أعلنت
لأني أعيش يا بُنَيّ في داخلك !!
دوَّتها أمي في خاطري
قلّبتها و حسبتها
و تيقنت بأني أملك درة مكنونة
لا يوجد منها في الممالك
* * *
ذهبت إليها
باحثا عن يديها و قدميها
انهلتُ عليها بالتقبيل
طالبا منها العفوَ
و الصفحَ الجميل
فأهدتني إيَّاه برأفة
و دموعها على الخدين تسيل
حينها أجبَرتُ شكوكي على الرحيل
و استبدلتها بتأكيدٍ أنني
لا أعرف السبيلَلردِّ الجميل
و اكتفيت بترديدي
لك يا أمي سأبقى مدين
أجل سأبقى مدين