بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين
وعلى آله وصحبه أجمعين .. إلـى يوم الدين اما بعد :
قال الله تعالى:
{ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [يونس: 10].
جاء في تفسير السعدي
{ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ } أي عبادتهم فيها لله،
أولها تسبيح لله وتنزيه له عن النقائض،
وآخرها تحميد لله،
فالتكاليف سقطت عنهم في دار الجزاء،
وإنما بقي لهم أكمل اللذات، الذي هو ألذ عليهم من المآكل اللذيذة،
ألا وهو ذكر الله الذي تطمئن به القلوب، وتفرح به الأرواح،
وهو لهم بمنزلة النَّفَس، من دون كلفة ومشقة.
هذا الذكر من التسبيح والحمد يلهمونه إلهامًا، كما يلهم أحدنا النفس اليوم في حياته ما دام حيًّا.
وأما { تَحِيَّتُهُمْ } فيما بينهم عند التلاقي والتزاور، فهو السلام،
أي: كلام سالم من اللغو والإثم، موصوف بأنه { سَلامٌ }
قال ابن القيم في حادي الارواح الى بلاد الافراح
فصل في ارتفاع العبادات في الجنة إلا عبادة الذكر
فإنها دائمة روى مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل يأكل أهل الجنة فيها ويشربون ولا يتخمطون ولا يتغوطون ولا يبولون ويكون طعامهم ذلك جشاء ورشحا كرشح المسك يلهمون التسبيح والحمد كما يلهمون النفس"
وفي رواية يلهمون التسبيح والتكبير كما تلهمون بالتاء المثناة من فوق
أي تسبيحهم وتحميدهم يجري مع الأنفاس كما تلهمون انتم النفس
قال بعض أهل العلم:
جميع العبادات تسقط عنهم سوى ذكر الله،
وذلك لأنه غاية تنعمهم في الجنة، وأنهم كما كانوا في الدنيا يكثرون ذلك زاد منهم في الجنة لما يرون من تزايد نعم الله عليهم
اللهم نسألك باسمك الأعظم الذي إذا سئل به أعطيت، وإذا دعيت به أجبت يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد. نسألك اللهم أن ترزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، يا سميع يا عليم. آمين.