يحضّر
اليهودي برنار هنري ليفي، لاحداث احتجاجات وفوضى في الجزائر في 17 من شهر
سبتمبر الجاري، بعد أن أنهى سيناريو الحرب في ليبيا، وباقي الدول التي شهدت
ثورات، وبحسب المعطيات المتوفرة؛ فإن ما حدث في الوطن العربي من ثوراتٍ
متتاليةٍ أو ما تسميه الإدارة الأمريكية بـ''ربيع البلاد العربية، يقف
وراءه المدعو ''برنار هنري ليفي''، حسب ما توضحه الصّور التي حصلت عليها
''النهار''، في كل دولة من الدّول التي عرفت حركية مؤخرا، حيث كان عراب تلك
الثورات والمخطط، بالتنسيق مع قناة الجزيرة التي يحدّد هذا الأخير خطها
الافتتاحي، في وقت دعا شباب على موقع التواصل الإجتماعي الفايس بوك لرفع
العلم الجزائري بكل منطقة في التاريخ نفسه.
وتقول
أخبار ليفي وتصريحاته وكتاباته، أنه ليس مفكرا وصحفيا عاديا يعيش بكسل وراء
مكتبه المكيف، وإنما هو رجل ميدان عرفته جبال أفغانستان، وسهول السودان،
ومراعي دارفور، وجبال كردستان العراق، والمستوطنات الصهيونية بتل أبيب،
وأخيرا مدن شرق ليبيا، أين أنزل العلم الأخضر الذي اعتمدته القيادة
الليبية، كردّة فعل على اتفاقيات كامب ديفيد سنة 1977، ورفع علم الملكية
السنوسية، ويقول أحد الكتاب الذي عاد إلى تاريخه أنه حيثما مـرّ تفجرت حروب
أهلية وتقسيم، وطائفية، ومجازر مرعبة، يبذل جهدا كبيرا من أجل الترشح
للرئاسة في إسرائيل، ولكن بعد أن ينهي المهمة التي يقوم بها ليمهد لإسرائيل
جديدة، وعرب جدد، وشرق أوسط جديد بمباركة أمريكا وبريطانيا وفرنسا. بحسب
تاريخ الصهيوني ليفي، فإنه حدث وأن كان حاضرا في ميدان التحرير بالقاهرة،
وفي بنغازي أين قام بإلقاء كلمة في بنغازي وسط تجاهل تام من القنوات
العربية التي تدعم الثورة، فلم تنقل الجزيرة التي غطت ثورة مصر على مدار
الساعة، كما كان على علاقة مع مصطفى عبد الجليل الذي كان وزير العدل السابق
وقائد المجلس الانتقالي الليبي، حيث توضح صورة له، مع القائد المنشق عن
معمر وقائد الجيش في المجلس الانتقالي، وهو يطلع على سير العمليات.
وفي
الشأن الداخلي تقول المعلومات المتوفرة لدى 'النهار'' أن ليفي يخطط لقيادة
حملة'' تخلاط'' ضد الجزائر بتاريخ 17 سبتمبر إذ شرع في التحضير لها عبر
موقع الفايس بوك بالتنسيق مع أعداء الجزائر تنفيذا لمخطط شرق أوسط كبير وهي
التحضيرات التي تنبه لها جزائريون أطلقوا إثرها حملة مضادة ركزت على تمجيد
كل ما هو جزائري واعلان دعوة لرفع العلم الجزائري في كل ربوع الوطن خلال
التاريخ نفسه الذي حدده ليفي لـ''التخلاط''.
منهوبرناردهنريليفيولد
ليفي لعائلة يهودية ثرية في الجزائر في 5 نوفمبر 1948 إبان الاحتلال
الفرنسي للجزائر، وقد انتقلت عائلته إلى باريس بعد أشهر من ميلاده، درس
الفلسفة في جامعة فرنسيةراقية وعلمها فيما بعد، واشتهر كأحد ''الفلاسفة
الجدد''، وهم جماعة انتقدت الاشتراكية بلا هوادة، واعتبرتها ''فاسدة
أخلاقياً''، وهو ما عبّر عنه في كتابه الذي ترجم لعدة لغات تحت عنوان
''البربرية بوجه إنساني''، اشتهر في الأشهر الأخيرة في وسائل الإعلام
العربية، كشخصية زارت بنغازي تكراراً، وقالت وسائل الإعلام أنّها لعبت
دوراً حاسماً في الترويج للاعتراف الفرنسي الرسمي، ثم الأوروبي، ثم
الدّولي، بمجلس الحكم الانتقالي في بنغازي، اشتهر كصحفي وناشط سياسي، وقد
ذاع صيته في البداية كمراسل حربي من بنغلادش خلال حرب انفصال بنغلادش عن
باكستان عام 1971.ولمع نجمه في التسعينيات كداعية لتدخل حلف الناتو في
يوغوسلافيا السابقة، وفي نهاية التسعينات أسس مع يهوديين آخرين معهد
''لفيناس'' الفلسفي في القدس العربية المحتلة. وفي عام 2006، وقّع ليفي
بياناً مع أحد عشر مثقفاً، أحدهم سلمان رشدي، بعنوان: ''معاً لمواجهة
الشمولية الجديدة''، رداً على الاحتجاجات الشعبية في العالم الإسلامي ضد
الرسوم الكاريكاتورية المنشورة في صحيفة دنماركية التي تمس سيدنا محمدا
عليه الصلاة والسلام، قال في إحدى كتاباته أنّ النّزعة الإسلامية تهدد
الغرب تماماً كما هددتها الفاشية يوماً ما، وأنّ التدخل في العالم الثالث
بدواع إنسانية ليس ''مؤامرة إمبريالية''، بل أمرا مشروعا تماماً، وفي مارس
2011 ظهر ليفي على التلفزيون الفرنسي، مطالباً بدعم المتمردين الليبيين،
وكان ليفي قد رتب للمتمردين لقاء في قصر الإليزيه في فرنسا مع ''صديقه''
ساركوزي، بعد لقائه معهم في بنغازي في 4 مارس2011.