هذه الرسالة التي تلخص معاناة الكثير من الشباب والشابات في مجتمعنا الذي طغت عليه المادة، وأصبحت شغلهم الشاغل، ولم يعد في قلوبهم مكان للمشاعر والحب والقناعة والإيمان بقضاء الله وقدره، وكأننا لا نعلم بأن الإنسان يكتب على جبينه شقي أو سعيد منذ ولادته، ويكتب أجله وكذلك عمره ورزقه، ونحن لا نغير شيء من ذلك، وإنما نضيّع الوقت فقط في البحث على ما هو ليس لنا، وما هو ليس ضروريا لكي نعيش، لأنه لو كان كذلك لكتبه الله سبحانه وتعالى لنا، وهو عز وجل أدرى وأعلم بمصلحتنا، ولا حظنا كذلك في رسالتك خطأ، كما تفضلت واعترفت، وهو الخروج والمقابلات بين المخطوبين التي من شأنها أن تضيّع أوقاتهم وأموالهم ودينهم وتؤثر سلبا على علاقاتهم، لأنه ليس هناك عقد يربطهم، مما يجعل أتفه المشاكل وأبسطها تؤثر فيهم وتفرقهم على عكس الأزواج، الذين تربطهم عقود تجعلهم يفكرون في حل المشاكل ومعالجتها عوض الهروب منها، وكذلك من الناحية المادية فإن كثرة الخروج تجعلنا نصرف المال ولا نفكر في الزواج، لأن كل شيء متاح ومباح، وعوض أن ندخر المال، نصرفه في أتفه الأمور لنجد أنفسنا قبل العرس بأيام غير جاهزين من كل النواحي، وهذا يتسبب في أحد الأمرين المرين، إما الفراق من كثرة الضغط، أو اللجوء إلى السلف وإقامة العرس على الديون، لنخفف الضغط قبل العرس أو نؤجله إلى ما بعد الزواج، ونجد أنفسنا في شهر العسل نفكر في حل نقابل به المدينين، والدين سماه نبينا صلى الله عليه وسلم، هم بالليل وذل بالنهار، وبالنسبة للأخوات اللواتي يفضلن الأغنياء، أنصحهن بالنظر إلى الرجل من ناحية الدين والخلق، أما المال فكم من غني تزوج وافتقر بعد زواجه، وكم من فقير تزوج وأغناه الله من فضله، وهذا أمر لم أقرأه في الكتب، ولا في الروايات وإنما هي تجربة حياة، جعلت المداخيل تتضاعف ويبارك فيها بعد الزواج، ولهذا أنصح أخواتي باختيار من يرضون دينه وخلقه، لأنه إذا أحبهن أكرمهن، وإذا لم يحبهن لا يهينهن، وأنصح الرجال باختيار ذوات الدين، لأنهن إذا أغنيتهن حمدن وإذا أفقرتهن صبرن، والله أعلم، ولك أخي العزيز قصتك في قصيدة.
قصيدة : الفراق
هاذ الدنيا تفـــــارق وتلاقي مــرة تجيــــــب ومرة تـــدي
واحـــــد فيـــــنا ماهو لاقي روحـو وراحتو فالدنيا هاذي
عارف راكي حابة تفــارقي مــــــاهوغرضك ولا غرضي
فاهمك ماشي حتى تنطقي و بـــالمكتوب رانــي راضي
المهم خرّجتـلك كـل وراقي حبيـــــتك و مديـــــتـلك يــدي
انتي الي بغيــــــــتي تتلقي الله غالب ماجاتش من عندي
فالآخر انا خـرجـــــت نـقي صافي وافي وفيـــت بوعدي
ما رحت غـربي ولا شـرقي حبيتك وحدك وكـــنت وحدي
عملت كل مـــــاهو شـــاقي على جـــــال بــــــاش تقعدي
باش طريقك يكون طـريـقي وولادك نشالله يكونوا ولادي
كنت حاسبك ليـــا تصــدقي لمــــا كنـــــت فيـــا توعدي
عارف ماقدرتيش اتـــطبقي معليش روحي راني راضـي
بصح نظن بلي مــــن حـقي نعرف علاش بغيـــتي تغدي
وتخليــــني عمـــري البـاقي نكملـــو وحــدي هايـم وحدي
اذا كــــــان المشكـــل رزقي مــــــا تقنعتيــــش بلي عندي
نقولك هــاذي حاجت خالقي والرزق عمـــرو كــان بيدي
انا وحــــــدي درت طـريقي مـــــــاخلاوليش بويا وجدي
نحب نجيب الحــاجة بعرقي او واش كتبلــــي ربــي ندي
بغيتي تطيري روحي اسبقي انــــا نمشي غير في غرضي
من قلبي نتمنـــالك تلحـــقي وتعيشي ميــــات سنــة بعدي
وتلقاي كامل واش تسحقي ويد وحدوخرا خير من يدي
بصح نظن بلّــــي من حقي نخــــاف عليك مالدنيا هاذي
دنيا فيـــــها السعـيد الشاقي تتنكتــــب فيك نهــار تتولدي
ما فيهاش قاع واش تسحقي وقليــل فيها الي مات راضي
الدنيا الي تفـــــارق وتلاقي مرة تجيـــــــب ومــــرة تدي
مرة تلايم النـــاس وتــلاقي وهاذ المــرة خلاتني وحدي
وحدي غارق بيــن وراقـــي نكتب ونخمم ونجيب او ندي
ونكتب في نهـــأيـــة عشقي الي خلاصت بدمـــــعة فخدي
والله نقولك كــان تصــدقي ماغاضنيش كي بغيتي تبعدي
غاضني حبي ليــك وصدقي وشا فوتت معـــاك يا وعـدي
عليها بعثتـلك زوج وراقي قلت بلاك تفهـــــمي قصدي
بلي مابكيتش أنا من عشقي وما سالتش الدمعة من خدي
با ش تحني عليـــا وتشفقي خاطر انت الي راكي تغـيضي
كتبتلك غير بـــــــاش تفيقي وتشكري ربي أو تحمــــدي